هرمون النمو عند الاطفال

هرمون النمو عند الأطفال

بقلم د. وسيم إبراهيم بكراكي


ما هو هرمون النمو ومن أين يفرز وما هي وظيفته:

«هرمون النمو» أو «Growth Hormone – GH».. من أهم الهرمونات بالنسبة للأطفال، فهو المسئول الرئيس عن نمو الطفل بشكل سليم، ويؤدي نقص هذا الهرمون للعديد من المشاكل، أهمها الخلل في النمو بشكل طبيعي، وقصر القامة، وتأخر البلوغ.

يفرز هرمون النمو عن طريق الغدة النخامية Hipofiz gland  من الخلايا الأمامية له وهو يفرز على شكل بروتيين يتكون من 190 أمينو أسيد مختلف يجتمعون معاً لتشكيل هذا الهرمون. ومن المفترض أن يتم إفرازه بطريقة طبيعية في مرحلة الطفولة، ويساعد على بناء الجسم عند الأطفال، ويقوم الهرمون بتحفيز عملية النمو كما يساعد على تحفيز تكاثر الخلايا وتجديدها.

يختلف هرمون النمو عن غيره من الهرمونات بتعدد أماكن تأثيره فهو لا يتجه إلى مكان محدد بل إلى مختلف أقسام الجسم كالعظام والعضل وتسريع عملية استخدام البروتينات ومقاومة الإنسولين والعديد من التأثيرات الأخرى. 

علماً أن هذا الهرمون يستمر بالتزايد عند الأطفال ليصل إلى مستواه الأعلى في فترة البلوغ ومن ثم تتراجع نسبته في مراحل العمر الأكثر تقدماً. 


أعراض نقصه عند الأطفال

لا يمكن اكتشاف وجود نقص في هرمون النمو من عدمه عند الأطفال الرضع وحديثي الولادة، وذلك لأن مفعول هرمون النمو لا يبدأ إلا في خلال 6 أشهر من ولادة الطفل ويكون التركيز في الأشهر الأولى على هرمون الغدة الدرقية تحديداً لما له من تأثير مباشر على النمو العقلي تحديداً، ثم ومن خلال المراجعات الطبية الروتينية يتم متابعة نمو الطفل بالطرق التقليدية ومقارنة نموه من حيث الطول والوزن ونمو الأعضاء المختلفة وملاحظة أي خلل آخر في النمو قد يجعلنا نشك في نقص هرمون النمو عند الأطفال وبالتالي تدارك الأمر بتعويض هذا النقص. علماً أن الفترة الزمنية  ما بين 4 إلى 5 أعوام هي الفترة الأهم التي قد يتم فيها ملاحظة هذا النقص والذي يكون بسبب اضطراب الأهل من نقص الطول عند هذا الولد بدون وجود أي عوامل وراثية .  


بعض أعراض نقص هرمون النمو عند الأطفال:

1- قصر القامة بشكل ملحوظ ونقص في النمو العضلي مقارنة بأقرانه من نفس العمر. 

2- انخفاض مستويات السكر في الدم بالنسبة للرضع والأطفال.

3- العضو التناسلي قد يكون صغير جدا بالنسبة للأولاد حديثي الولادة الذين يعانون من النقص.

4- قد تكون ملامح الوجه غير ناضجة، بمعنى أن يكون الطفل يبلغ من العمر 10 أعوام ولكن ملامحه تبدو كأنه 4 أو 5 أعوام.

5-  تأخر النمو بشكل كبير.

6- التأخر في سن البلوغ.

7. يدين ورجلين صغيرتين

8. تكور الجسم بشكل ملحوظ بسبب زيادة الطبقة الشحمية وانخفاض طبقة العضلات. (جسم مائل للأنوثة)

9. تأخر في نمو الأسنان.

10. نبرة الصوت الحادة. 

11. خلل في الهرمونات الأخرى

أسباب نقصان هرمون النمو عند الأطفال

قد يحدث النقص في هرمون النمو «GH» دون سبب معروف، ومن الممكن أن يحدث بسبب الاضطراب في مواعيد النوم، فالأطفال الذين ينامون مبكرًا ينشط إفراز الهرمون لديهم خلال الليل ويقوم بعمله ويساعد على بناء الطفل ونموه بشكل طبيعي، أما الأطفال الذين لا ينامون بشكل منتظم في الليل فقد تحدث لديهم اضطرابات في إفراز الهرمون، وقد يرجع السبب لأسباب وراثية، أو قصور في الغدة النخامية، علماً أن النسبة الأكبر في نقص هرمون النمو تكون لأسباب مرضية ويمكن أن نفند الأسباب المرضية على الشكل التالي:

  • أسباب جينية ووراثية

  • تعرض الدماغ لضرر خلال عملية الولادة 

  • الرضات /الضربات التي يتعرض لها الرأس وتسبب ضرراً في الغدة النخامية.

  • سرطانيات الدماغ

  • العلاج الإشعاعي (Radioterapy)

  • أمراض الألتهابات كالسحايا وغيرها 

  • خلل في الجهاز المناعي 

  • العمليات الجراحية 

  • خلل وظائفي في الغدة التخامية دون أي سبب مقترن آخر

تشخيص المرض

عند الشك في نقص هرمون النمو عند الأطفال يجب تناول الحالة بشكل متكامل بحيث يتم بحث حالة المريض منذ الولادة ومتابعة مكامن الخلل والنقص الموجودة. ومن ثم يتم متابعة المريض مدة زمنية ومقارنة نمو الطفل مع معدل النمو الوراثي (MPH) ويتم البحث عن العوامل التي قد تؤدي لنقص هرمون النمو.
عند التأكد من أن حالة النمو متأخرة بالفعل لدى هذا المريض يتم البدء بعملية الفحوصات المخبرية التي يجب أن تتضمن بالدرجة الأولى: CBC  وصورة شعاعية لليد لتحديد العمر العظمي للمريض، وتحاليل الغدة الدرقية أي FT4 & TSH.  بعد هذه التحاليل يتم إجراء فحص التحفيذ و IGF-1 التي يتم من خلالها تحفيذ عملية افراز هرمون النمو ويتم إجراء الفحص خلال عدة أوقات زمنية محددة يتم فحص هرمون النمو فيها بشكل مباشر عبر أخذ عينات الدم في هذه الدقائق المحددة. 

ويتم التأكد من فحص IGF-1 ومقارنة هذا النقص بوجود عوامل أخرى مسببة كنقص هرمون الغدة الدرقية أو وجود خلل في التغذية. وفي حال عدم وجود أحد هذه الأسباب يتم ربط هذا النقص بنقص هرمون النمو مباشرة. 

بعد كل هذه التحاليل وعند التأكد من نقص هرمون النمو تأتي المرحلة الأخيرة بإجراء تصوير MRI للدماغ للبحث عن أحد الأاسباب التي تم ذكرها أعلاه واسبعادها قبل البدء بعملية العلاج.


العلاج

العلاج ببساطة هو استخدام هرمون النمو الصناعي الذي يتم حقنه تحت الجلد بشكل يومي أو مرتين في الأسبوع بحسب كمية النقص والحاجة لهذا الهرمون بحيث يصبح نمو الطفل المريض متناسباً مع أقرانه من نفس العمر وصولاً لمرحلة البلوغ واكتمال النمو العظمي. عندها يتم إيقاف العلاج مدة شهر من الزمن ليتم التأكد من أن الجسم يفرز هذا الهرمون أم أن الخلل ما زال مستمراً وبناء عليه يتم معاودة العلاج أو التوقف بشكل كامل في الحالات التي يعاود فيها جسم المريض إفراز هذا الهرمون. 

من أهم الأمور التي قد نشاهدها في حالات نقص هرمون النمو ما يسمى بحالة (Dwarfizm) أي الأقزام. وهي عادة ما تكون بسبب نقص هرمون النمو المرتبط بالعوامل الوراثية. 

المرض الآخر الأكثر شهرة بسبب هرمون النمو هو الحالة المعاكسة لحالة الأقزام أي ما يسمى طبياً باسم (Jigantizm) العملاق. وهي عادة ما تكون عند الرجال وسببها الإفراط في افراز الغدة النخامية لهرمون النمو. وعند وجود هذه الحالة قبل اكتمال النمو العظمي للجسم قد يصل طول المريض إلى 2.5 متر ويكون بيدين ورجلين ضخمتين. يجدر ذكره أن هذه الحالة وبسبب إفراط افراز هرمون النمو تكون سبباً في تقصير مدة حياة هذا المريض.